تشبيها بالرجل الذي قلص ثيابه أي شمرها فظهرت رجلاه. يضرب عند آخر المهد بالشيء وعند انقطاع أثره وذهاب أمره

أحذر من قرلى

قالوا: أنه طير من بنات الماء صغير الجرم حديد البصر سريع الاختطاف. لا يرى إلا مرفرفاً على وجه الماء على جانب كطيران الحدأة. يهوي بإحدى عينيه إلى قعر الماء طمعا ويرفع الأخرى إلى الهواء حذرا. فإن أبصر في الماء ما يستقل بحمله من سمك أو غيره انقض عليه كالسهم المرسل فأخرجه من قعر الماء. وإن أبصر في الهواء جارحا مر في الأرض. وكما ضربوا به المثل في الاختطاف كذلك ضربوا به المثل في الحذر والحزم فقالوا: احذر من القرلى كما قالوا: احذر من غراب. وقالوا احزم من قرلى كما قالوا احزم من حرباء. قال الشاعر:

حذرا كن كالقرلى ... أن رأى خيرا تدلى

أو رأى شرا تولى

أوفى من السموءل

هو السموءل بن عاديا من بهود يثرب الذي يضرب به المثل في الوفاء. وسبب ذلك أن امرء القيس بن حجر الكندي لما قتل أبوه وكان ملكا في كندة خرج يستنجد بملك الروم فمر على تيما وفيها حصن السموءل المسمى بالابلق المذكور في شعره. فأودع السموءل مائة درع وسلاحا ومضى. فسمع الحارث بن ظالم بها فجاء ليأخذها منه فأبى السموءل وتحصن بحصنه. فأخذ الحارث ابنا للسموءل وناداه أما أن تسلم الأدراع لي وأما قتلت ولدك. فأبى أن يسلم الأدراع فضرب وسط الغلام بالسيف فقطعه وأبوه يراه وانصرف. ومات امرؤ القيس قبل أن يعود إلى تيماء ومنع السموءل الأدراع إلى أن مات هو أيضا. وضرب به المثل وقال الأعشى في ذلك:

كن كالسموءل إذ طاف الهمام به ... في حجفل كسواد الليل جرار

بالأبلق الفرد من تيماء منزله ... حصن حصين وجار غير غدار

إذ سامه خطيتي خسف فقال له ... مهما تقله فأني سامع جار

فقال غدر وشكل أنت بينهما ... فاختر فما فيهما حظ لمختار

فشك غير طويل ثم قال له ... اقتل أسيرك إني مانع جاري

عندي له خلف أن كنت قاتله ... وإن قتلت كريما غير خوار

فسوف يعقبه أن كنت قاتله ... رب كريم وقوم أهل أطهار

مالا كثيرا وعرضا غير ذي دنس ... وإخوة مثله ليسوا بأشرار

جدوا على أدب بهم بلا ترف ... ولا إذا شمرت حرب باغمار

فقال يقدمه إذ قام يقتله ... أشرف سموأل فانظر للدم الجاري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015