وكعبة نجران حتم عليك ... حتى تناخي بأبوابها

تزور يزيدا وعبد المسيح ... وقيسا وهم خير أربابها

أنت تئق وأنا مئق فكيف نتفق

يضرب للمتنافيين في الخلق. فأن التئق هو الممتلئ غيظا والمئق هو الباكي. فكان التئق ينزع إلى الشر لغيظه. والمئق يضيق ذراعا باحتماله. والتئق السريع إلى الشر والمئق السريع إلى البكاء

حال الجريض دون القريض

أصله أن رجلا كان له ابن نبغ في الشعر فنهاه عنه. فجاش به صدره ومرض حتى أشرف على الموت. فأذن له أبوه حينئذ في قول الشعر فقال: حال الجريض دون القريض أي أن غصة الموت حالت بينه وبين قول الشعر. يضرب لأمر يعوق دونه عائق

ليس القوادم كالخوافي

يضرب في تفصيل بعض الناس على بعضهم لما بينهم من التفاوت. والقوادم مقاديم ريش الطير وهي عشر ريشات في كل جناح ويقال لها القدامى. والخوافي ما دون القوام من الريش

أتبع الفرس لجامه والناقة زمامها

أي أنك قد جدت بالفرس. واللجام أيسر خطبا فأتم الحاجة. كما أن الفرس لا غنى به عن اللجام. يضرب لاستكمال المعروف

أعز من الزباء

الزباء هي فارعة ابنة مليح بن البراء ملكة جزيرة العرب يضرب بها المثل في العز والمنعة. وكان أبوها الريان الغساني ملكا على الحضر وقتله جذيمة الأبرش وطرد الزباء إلى الشام. فلحقت بالروم وكانت عربية اللسان كبيرة الهمة. وكان لها شعر إذا مشت سحبته وراءها وذا نشرته جللها فسميت الزباء. والأزب الكثير الشعر. وبلغت من همتها إنها جمعت الرجال وبذلت الأموال وعادت إلى دار أبيها ومملكته فأزالت جذيمة عنها وقتلته. وبنت على الفرات مدينتين متقابلتين وجعلت بينهما أنفاقا تحت الأرض وتحصنت. وأما مقلتها فأن قصيرا لما فارق جذيمة وعاد إلى بلاده احتال في قتلها فجذع أنفه وضرب جسده ورحل إليها زاعما أن عمرو ابن أخت جذيمة صنع به ذلك وأنه لجأ إليها هاربا منه واستجار بها. ولم يزل يتلطف لها بطريق التجارة وكسب الأموال إلى أن وثقت وعلم خفايا قصرها وأنفاقه. ثم وضع رجالا من قوم عمرو في غرائر وعليهم السلاح وحملهم على الإبل على أنها قافلة متجر إلى أن دخل بهم مدينتها. فحلوا الغراير وأحاطوا بقصرها وقتلها قبل أن تصل إلى نفقها في حكاية مشهورة وذلك بعد مبعث المسيح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015