فخدعه قصي عن مفاتيح الكعبة بأن أسكره ثم اشترى منه المفاتيح بزق خمر وأشهد عليه ودفع المفاتيح إلى ابنه عبد الدار بن قصي وسيره إلى مكة. فلما أشرف عبد الدار على دور مكة رفع عقيرته وقال: معاشر قريش هذه مفاتيح بيت أبيكم إسماعيل قد ردها الله عليكم من غير غدر ولا ظلم. فأفاق أبو غبشان من سكره أندم من الكسعي. فقال الناس: أحمق من أبي غبشان. أندم من أبي غبشان. وأخسر صفقة من أبي غبشان. فذهبت أمثالا. وأكثر الشعراء فيه القول
هو حاطب بن أبي بلتعة وكان حازما خبيرا. إذا باع بعض قومه أو اشترى جعل ذلك على يده لئلا يغبن فيه. فباع بعض أهله بيعة ليست عن يده فغبن فيها فقيل: هي صفقة لم يشهدها حاطب. يضرب لمن يقضي أمرا ليس عن يد أربابه
قيل أنه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف وهو ذو لحية طويلة. فسئل عن ذلك. فقال: لأعرف بها نفسي ولئلا أضل. فبات ذات ليلة وأخذ أخوه قلادته فتقلدها فلما أصبح ورأى القلادة في عنق أخيه فقال: يا أخي أنت أنا فمن أنا. وقيل أنه ضل له بعير فجعل ينادي: من وجد بعيري فهو له. فقيل له: فلم تنشده. قال: فأين حلاوة الوجدان
أبو برقش وأبو قلمون كنية الرجل الكثير التلون القليل الارتباط. وأصل أبي قلمون كنية لثياب ابريسم تنسج بمصر وبلاد الروم تتلون بالعيون ألوانا. قال بديع الزمان في بعض مقاماته:
أنا أبو قلمون ... في كل لون أكون
قلب له ظهر المجن يضرب لمن كان لصاحبه على مودة ورعاية ثم حال عن العهد. وقد يضرب للمحاربة بعد المسالمة. لأن ممسك المجن إذا جعل ظهره خارج لم يكن إلا ليتقي به ولا يفعل ذلك إلا المحارب
اسم أبي زيد صاحب عائشة بنت سعد بن أبي وقاص. كان من المفنين المحسنين أرسلته عائشة ذات يوم ليأتيها بشعلة نار من بيوت الجيران. فوجد قوماً ذاهبين إلى مصر فتبعهم من فوره وأقام هناك سنة ثم قدم. ولما دخل الحي أخذ ناراً وجاء يعدو إلى بيت عائشة. فعثر بحجر هناك وتبددت النار التي كان قد أتى بها فقال: تعست العجلة. وفيه يقول الشاعر:
ما رأينا لغراب مثلاً ... أن بعثناه يجيء بالمشمله