وجوف واد له طويل عريض لم يكن ببلاد العرب أخصب منه. وفيه من كل الثمرات فخرج بنوه يتصيدون فأصابتهم صاعقة فهلكوا فقال: لا اعبد من اهلك أولادي. فكفر ودعا قومه إلى الكفر فمن خالفه قلته. فأخرب الله تعالى واديه فضرب به المثل في الخراب فقال امرؤ القيس:

وواد كجوف العير قفر قطعته ... به الذئب يعوي كالخليع المعيل

حصن تيماء

بلدة بين الحجاز والشام ولها حصن يتمثل به في الحصانة ويقال أن سليمان بناه بالحجارة والكلس فمنعته العرب. ثم ملكه عادياء اليهودي ثم ابنه السموءل. وفيه يقول الأعشى:

أرى عاديا لم يمنع الموت ماله ... وفرد لتيماء اليهودي ابلق

بناه سليمان بن دارات حقبة ... له ازجٌ صم وطين موثق

يوازي كبيدات السماء ودونه ... ملاط ودارات وكلس وخندق

كعبة نجران وقصر غمدان

نجران أقدم بلاد اليمن وكان لها كعبة تحج فخربت وضرب بها المثل في الخراب وزوال الدولة. قال أبو عبيدة: أحبت العرب أن تشارك العجم في البنيان وتنفرد بالشعر. فبنوا غمدان وهو قصر شاهق مشهور وكعبة نجران وحصن تيماء الابلق الفرد وغير ذلك من البنيان. وغمدان أحد الأبنية الوثيقة للعرب يتمثل به في الحصانة والوثاقة سكنه ملوك حمير. ثم تنقلت به أحوال أدت إلى خرابه

إن الموصين بنو سهوان

قيل هذا معناه: إنما يحتاج إلى الوصية من يسهو ويغفل فأما أنت فغير محتاج إليها لأنك لا تسهو. وقال بعضهم: يريد بقوله (بنو سهوان) جميع الناس لأن كلهم يسهو. والأصوب في معناه أن يقال أن الذين يوصون بالشيء يستولي عليهم السهو حتى كأنه موكل بهم. ويضرب لمن يسهو عن طلب شيء أمر به. والسهوان السهو ويجوز أن يكون صفة أي بنو رجل سهوان وهو آدم حين عهد إليه فسها ونسي. يقال رجل سهوان وساه أي إن الذين يوصون لا بد أن سهوا لأنهم بنو آدم

أكرم من حاتم طيئٍ

جواد العرب المضروب به المثل في الجود وفيه يقول الشاعر:

لما سألتك شيئا ... بدلت رشدا بغي

عمن تعلمت هذا ... آن لا تجود بشيء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015