قط في عقر دارهم إلا ذلوا. فتواكلتم وتخاذلتم وثقل عليكم قولي. فاتخذتموه وراءكم ظهريا حتى شنت عليكم الغارات. هذا أخو غامد قد بلغت خيله الأنبار وقتل حسان البكري. وأزال خيلكم عن مسارحها وقتل منكم رجالا صالحين ثم انصرفوا وافرين ما كلم رجل منهم. فلو أن رجلا مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان عندي ملوما بل كان به عندي جديرا. فوا عجبا من جد هؤلاء في باطلهم وفشلكم عن حقكم. فقبحا لكم وترحا حين صرتم غرضا يرمى يغار عليكم ولا تغيرون. وتغزون ولا تغزون. ويعصى الله وترضون. فإذا أمرتكم بالمسير إليهم في أيم الحر قلتم: حمارة القيظ أمهلنا حتى يسبخ عنا الحر. وإذا أمرتكم بالمسير إليهم ضحى في الشتاء قلتم أمهلنا حتى ينسلخ عنا هذا القر. فأنتم والله من السيف أفر يا أشباه الرجال ولا رجال. ويا أحلام أطفال وعقول ربات الحجال. وددت أن الله أخرجني من بين أظهركم وقبضني إلى رحمته من بينكم وأني لم أركم ولم أعرفكم معرفة. ولله حرت وهنا ووريتم والله صدري غيظا. وجرعتموني الموت أنفاسا. وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان حتى قالت قريش: إن ابن أبي طالب شجاع ولكن لا علم له بالحرب. لله أبوهم وهل منهم أحد أشد لها مراسا وأطول تجربة مني لقد مارستها وأنا ابن عشرين. فها أنا ذا قد نفيت على الستين. ولكن لا رأي لمن لا يطاع (عن نهج البلاغة والعقد الفريد والأغاني)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015