يصل الغدو بالرواح والمساء بالصباح. في طلب محقرات الأرباح. هجمت عليه منيته. فعظمت بنفسه رزيته. فصار ما جمع بورا. وما اكتسب غرورا. ووافى القيامة محسورا. أيها اللاهي الغار بنفسه كأني بك وقد أتاك رسول ربك لا يقرع لك بابا. ولا يهاب لك حجابا. ولا يقبل منك بديلا. ولا يأخذ منك كفيلا. ولا يرحم لك صغيرا. ولا يوقر فيك كبيرا. حتى يؤديك إلى قعر مظلمة. أرجاؤها موحشة. كفعله بالأمم الخالية. والقرون الماضية. أين من سعى واجتهد وجمع وعدد. وبنى وشيد وزخرف ونجد. وبالقليل لم يقنع. وبالكثير لم يمتع. أين من قاد الجنود. ونشر البنود. أضحوا رفاتا. تحت الثرى أمواتا. وأنتم بكأسهم شاربون. ولسبيلهم سالكون. عباد الله فاتقوا الله وراقبوه واعملوا لليوم الذي تسير فيه الجبال. وتشقق السماء بالغمام. وتطاير الكتب عن الأيمان والشمائل (لابن عبد ربه)
لما أغار سفيان بن عوف الأسدي على الأنبار في خلافة علي وعليها حسان البكري فقتله وأزال تلك الخيل عن مسارحها. فخرج علي حتى جلس على باب السدة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة. فمن تركه ألبسه الله ثوب الذل وأشمله البلاء وألزمه الصغار وسامه الخسف. ومنعه النصف. ألا وإني دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا ونهارا وسرا وإعلانا. وقلت لكم: اغزوهم قبل أن يغزوكم فو الله ما غزي قوم