أيها الناس إنكم لم تخلقوا عبثا ولم تتركوا سدى. وإن لكم معادا يحكم الله بينكم فيه. فخاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحرم جنة عرضها السماوات والأرض. واعلموا أن الأمان غدا لمن يخاف اليوم وباع قليلا بكثير وفانيا بباق. ألا ترون أنكم في أصلاب الهالكين. وسيخلفها من بعدكم الباقون حتى يردوا إلى خير الوارثين. ثم إنكم في كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلى الله قد قضى نحبه وبلغ أجله. ثم إنكم في كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلى الله قد قضى نحبه وبلغ أجله. ثم تغيبونه في صدع من الأرض ثم تدعونه غير موسد ولا ممهد. قد خلع الأسباب. وفارق الأحباب. وواجه الحساب. غنيا عما ترك فقيرا إلى ما قدم. وأيم الله إني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد منكم أكثر مما عندي. وأستغفر الله لي ولكم وما تبلغنا حاجة يتسع لها ما عندنا إلا سددناها. ولا أحد منكم إلا وددت أن يده مع يدي ولحمتي الذين يلونني حتى يستوي عيشنا وعيشكم. وأيم الله إني لو أردت غير هذا من عيش أو غضارة لكان اللسان به ناطقا ذلولاً عالماً بأسبابه. ولكنه مضى من الله سنة عادلة دل فيها على طاعته ونهى عن معصيته
الحمد لله الذي ارتضى الحمد لنفسه ورضي به من خلقه. أحمده على