وجعلوا للمتقين قدوة فلا يزال تظهر في الخلق آثارهم. وتزهر في الآفاق أنوارهم. من اقتدى بهم اهتدى. ومن أنكرهم ضل واعتدى. فلله الحمد على ما هيأ للعباد. من بركة خواص حضرته من أهل الوداد (عوارف المعارف للسهروردي)

قال أمية بن أبي الصلت في الخالق سبحانه:

إله العالمين وكل أرض ... ورب الراسيات من الجبال

بناها وابتنى سبعا شدادا ... بلا عمد يرين ولا رجال

وسواها وزينها بنور ... من الشمس المضيئة والهلال

ومن شهب تلألأ في دجاها ... مراميها أشد من النصال

وشق الأرض فانبجست عيونا ... وأنهارا من العذب الزلال

وبارك في نواحيها وزكى ... بها ما كان من حرث ومال

فكل معمر لابد يوما ... وذي دنيا يصير إلى زوال

ويفنى بعد جدته ويبلى ... سوى الباقي المقدس ذي الجلال

وسيق المجرمون وهم عراة ... إلى ذات المقامع والنكال

فنادوا ويلنا ويلا طويلا ... وعجوا في سلاسلها الطوال

فليسوا متين فيستريحوا ... وكلهم ببحر النار صالي

وحل المتقون بدار صدق ... وعيش ناعم تحت الظلال

لهم ما يشتهون وما تمنوا ... من الأفراح فيها والكمال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015