الرجل عند قومك قتل أباك وطأطأ في قومك القتل وسفل بمن بقي مهم فهل عندك من ممالأة عليه. فأجابت أزاد إلى قولهم. ولما جن الليل أدخلت الدجال في مقصورة الأسود زوجها. وهو يغط فألحموه بمئلاة وأمروا الشفرة على حلقه. فخار خوار الثور. فابتدر الحرس الباب وهم حول المقصورة: ما هذا ما هذا. فقالت المرأة: النبي يوحى إليه. ولما قتل الأسود وأراح الله الإسلام من شره تراجع الأمراء واعتذر الناس (الآداب السلطانية للفخري) .

ثم ظهر مسيلمة الكذاب. وأوقع أعظم فتنة في أهل اليمامة وكان يؤذن له ويشهد له بالرسالة. وكان يسجع لقومه بأسجاع يزعم أنها قرآن ويأتي بمخارق يزعم أنها معجزات فيقع منها ضد المقصود. فأمر أبو بكر خالد بن الوليد بالمسير إلى محاربته. وكان بينهما وقعات واشتد الحرب بين الفريقين. واقتحم المسلمون بأجمعهم إلى مسيلمة وأصحابه. فقاتلوهم حتى احمرت الأرض بالدماء. ونظر عبد أسود اسمه وحشي إلى مسيلمة فرماه بحربة فوقعت على خاصرته فسقط عن فرسه قتيلاً. (للطبري) .

فتح العراق (632) والشام (633-638) وموت أبي بكر (635)

ومن هناك توجه خالد إلى أرض العراق فزحف إلى الحيرة ففتحها صلحاً. وكان ذلك أول شيء افتتح من العراق وقد كان أبو بكر وجه قبل ذلك أبا عبيدة بن الجراح في زهاء عشرين ألف رجل إلى الشام. وبلغ هرقل ملك الروم ورود العرب إلى أرض الشام. فوجه إليهم سرجيس البطريق في خمسة آلاف رجل من جنوده ليحاربهم. وكتب أبو بكر إلى خالد عند افتتاحه الحيرة بأن يسير إلى أبي عبيدة بأرض الشام. ففعل والتقى العرب والروم بأجنادين فانهزم الروم. وقتل سرجيس البطريق وذلك أنه في هربه سقط من فرسه. فركبه غلمانه فسقط فركبوه ثانية فهبط أيضاً. وقال لهم: فوزوا بأنفسكم واتركوني أقتل وحدي. وفي سنة ثلاث عشرة للهجرة مرض أبو بكر خمسة عشر يوماً ومات رحمه الله يوم الاثنين لثمان خلون من جمادى الآخرة وهو ابن ثلاث وستين سنة وكانت خلافته سنتين وأربعة أشهر.

خلافة عمر (634-644) فتح دمشق (636) فارس (632) مصر (642)

ثم قام بالأمر بعده عمر بن الخطاب بويع له بالخلافة في اليوم الذي مات فيه أبو بكر. فقام بعده بمثل سيرته وجهاده وثباته وصبره على العيش الخشن والقناعة باليسير وفتح الفتوحات الكبار والأقاليم الشاسعة. وهو أول من سمي بأمير المؤمنين فأرخ التاريخ ودون الدواوين ومصر الأمصار وشهد بدراً. وهو أول من عس في عمله لحفظ الدين والناس. وهابه الناس هيبة عظيمة وزاد في الشدة في مواضعها واللين في مواضعه. ولما ولي الأمر لم يكن له همة إلا العراق. فعقد لأبي عبيدة بن مسعود على زهاء ألف رجل وأمره بالمسير إلى العراق فعبروا إليها. فزحف إليهم العجم فتناجزوا من وقت الزوال إلى أن توارت الشمس بالحجاب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015