حرب. وفي (السنة العاشرة) حج حجة الوداع. ثم وعك مرض وتوفي يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر وكان عمره ثلاثاً وستين سنة. ولما توفي أراد أهل مكة المهاجرين رده إليها لأنها مسقط رأسه. وأراد أهل المدينة من الأنصار دفنه بالمدينة لأنها دار هجرته ومدار نصرته. ثم دفنوه بالمدينة في حجرته حيث قبض. (لأبي الفرج) .
ثم اجتمع المهاجرون والأنصار للمبايعة فارتفعت الأصوات وكثر اللغط. فلما أشفق عمر الاختلاف قال: إنا والله ما وجدنا امرءاً هو أقوى من مبايعة أبي بكر ثم قال لأبي بكر: ابسط يدك فأبايعك. فبسط يده فبايعه وبايعه المهاجرون وبايعه الأنصار. ولما بويع أبو بكر ضرب بعثاً على أهل المدينة ومن حولهم. وأمر أسامة بن زيد فقال له الناس: إن هؤلاء جل المسلمين على ما ترى نجم فيهم النفاق وانتفضوا بك. فليس ينبغي لك أن تفرق عنك جماعة المسلمين. فقال: والذي نفس أبي بكر بيده لو ظننت أن السباع تخطفني لأنفذت بعث أسامة إلى الشام. ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته. ثم خرج أبو بكر إلى البعث حتى أتاهم. فأشخصهم وشيعهم وهو ماش وأسامة راكب. فقال له أسامة: يا أمير المؤمنين والله لتركبن أو لأنزلن. فقال: لا نزلت ولا أركب وما علي أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة. (تاريخ الملوك للطبري) .
كان الأسود هذا غلب على صنعاء ومفازة حضرموت إلى عمل الطائف إلى البحرين. وادعى النبوة وطابقت عليه اليمن وجعل يستطير استطارة الحريق. فبعث أبو بكر رجالاً لمحاولته أو مصاولته. فدخلوا على أزاد وهي امرأته فقالوا لها: يا ابنة العم قد عرفت بلاء هذا