فحمل العرب حملة رجل واحد وقتلوا مهران قائدهم. فانهزم العجم لاحقين بالمدائن. ثم ولى يزدجرد عظيماً من عظماء مزاربته له سن وتجربة يقال له رستم. وعقد أيضاً لرجل آخر يسمى الهرمزان في جنود كثيرة. وعند الالتقاء قتل هذان المرزبانان ومرت العرب في أثر العجم يقتلون من أدركوا منهم. (تاريخ ابن خلدون) .

وفي خلافة عمر فتح أبو عبيدة وخالد دمشق بعد حصار سبعة أشهر فخرج أهل دمشق وبذلوا الصلح لأبي عبيدة. فأمنهم وصالح أهل طبرية وقيسارية وبعلبك. وعلى يد عمر انتهى الفتح إلى حمص والرها وماردين وطرابلس وعسقلان وما يليها من الساحل وبيت المقدس. وفتح عمرو بن العاص مصر عنوة وفتح الإسكندرية صلحاً. حتى هاب عمر ملوك فارس والروم. ومع ذلك كلية بقي على حاله كما كان قبل الولاية في لباسه وزيه وأفعاله وتواضعه يسير منفرداً من غير حرس ولا حجاب. لم تغيره الإمرة ولم يستطل على مسلم لسانه. ولا حابى أحداً في الحق. وكان لا يطمع الشريف في حيفه ولا يبأس الضعيف من عدله. ومات عمر يوم الأربعاء لخمس بقين من ذي الحجة. وقتله أبو لؤلؤ المجوسي وكان عمره ثلاثاً وستين سنة. وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر. ولما فتح عمرو بن العاص مصر طلب منه يوحنا النحوي النصراني كتب الحكمة التي في الخزائن الملكية. فكتب عمرو إلى الخليفة يستأذن أمير المؤمنين. فكتب إليه عمر: الكتب التي ذكرتها فإن كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله عنه غنى. وإن كان فيها ما يخالفه فلا حاجة إليه فتقدم بإعدامها. فشرع عمرو في تفريغها على حمامات الإسكندرية وإحراقها في مواقدها. فاستيقدت في مدة ستة أشهر. (لابن العميد) .

عثمان بن عفان (645-657)

بويع له بالخلافة في أول يوم من سنة أربع وعشرين. وكانت له شفقة ورأفة بالرعية. وافتتحت في أيامه أفريقية وغزا معاوية قبرس وأنقرة فافتتحها وانتزع عثمان عمرو ابن العاص عن الإسكندرية. فأمر عليها أخاه لأمه. ثم إن الناس أنكروا على عثمان أشياء منها كلفه بأقاربه. فحنقت العرب على ذلك وجمعوا الجموع ونزلوا فرسخاً من المدينة. وبعثوا إلى عثمان من يستتبعه ويقول له: إما أن تعتدل أو تعتزل.

وكتب عثمان إليهم كتاباً يقول فيه: إني أنزع عن كل شيء أنكرتموه وأتوب إلى الله. فلم يقبلوا منه ثم اشتد عليه الحصار عشرين يوماً حتى تسور محمد بن أبي بكر مع رجلين حائط عثمان فضربه أحدهم بمشقص في أوداجه. وقتله الآخر والمصحف في حجره. وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة. وعمره نيف وثمانون سنة (للدميري) .

علي بن أبي طالب (657-661)

ولما قتل عثمان اجتمع طلحة والزبير والمهاجرون والأنصار وأتوا علياً يبايعونه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015