فهاجر عنهم إلى المدينة وهي يثرب. وفي (السنة الأولى) من هجرته احتفل الناس إليه ونصروه على المكيين أعدائه. وفي (السنة الثانية) من هجرته إلى المدينة خرج بنفسه إلى غزاة بدر وهي البطشة الكبرى وهزم بثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من المسلمين ألفاً من أهل مكة المشركين. وفي هذه السنة صرفت القبلة عن جهة البيت المقدس إلى جهة الكعبة. وفيها فرض صيام ضهر رمضان. وفي (السنة الثالثة) خرج إلى غزاة أحد وفيها هزم المشركون المسلمين وشج في وجهه وكسرت رباعيته. وفي (السنة الرابعة) غزا بني النضير اليهود وأجلاهم إلى الشام. وفيها اجتمع أحزاب شتى من قبائل العرب مع أهل مكة وساروا جميعاً إلى المدينة. فخرج إليهم ولأنه هال المسلمين أمرهم أمر بحفر خندق وبقوا بضعة وعشرين يوماً لم يكن بينهم حرب. وفي (السنة السادسة) خرج بنفسه إلى غزاة بن المصطلق وأصاب منهم سبياً كثيراً. وفي (السنة السابعة) خرج إلى غزاة خيبر مدينة اليهود وينقل عن علي بن أبي طالب أنه عالج باب خيبر واقتلعه وجعله مخبأ وقاتلهم. وفي (الثامنة) كانت غزاة الفتح فتح مكة وعهد المسلمين أن لا يقتلوا فيها إلا من قاتلهم. وأمن من دخل المسجد ومن أغلق على نفسه بابه وكف يده ومن تعلق بأستار الكعبة سوى قوم يؤذونه. وأسلم أبو سفيان وهو عظيم مكة من تحت السيف. وفي (السنة التاسعة) خرج إلى غزاة تبوك من بلاد الروم ولم يحتج فيها إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015