تعتادني. فقال جيورجيس: أنا أخلف بين يدي أمير المؤمنين عيسى تلميذي فهو ماهر. فأمر لجيورجيس بعشرة آلاف دينار وأذن له في الانصراف. وأنفذ معه خادماً وقال: إن مات في الطريق فاحمله إلى منزله ليدفن هناك كما أحب. فوصل إلى بلده حياً.
قيل إن الرشيد في خلافته مرض من صداع لحقه. فقال ليحيى بن خالد بن برمك. هؤلاء الأطباء ليسوا يفهمون شيئاً وينبغي أن تطلب لي طبيباً ماهراً. فقال له عن بختيشوع بن جيورجيس. فأرسل البريد في حمله من نيسابور. ولما كان بعد أيام ورد ودخل على الرشيد فأكرمه وخلع عليه خلعة سنية. ووهب له مالاً وافراً وجعله رئيس الأطباء. ولما كان في سنة خمس وسبعين ومائة (790) مرض جعفر بن يحيى. فتقدم الرشيد إلى بختيشوع أن يخدمه ولما أفاق جعفر من مرضه قال لبختيشوع: أريد أن تختار لي طبيباً ماهراً أكرمه وأحسن إليه قال بختيشوع: لست أعرف من هؤلاء الأطباء أحذق من ابني جبريل. فقال له جعفر: أحضرنيه فلما أحضره شكا إليه مرضاً كان يخفيه. فدبره في مدة ثلاثة أيام وبرأ فأحبه جعفر مثل نفسه.
في أيام المتوكل اشتهر حنين بن إسحاق الطبيب النصراني العبادي. ونسبته إلى العباد وهم قوم من نصارى العرب من قبائل شتى اجتمعوا وانفردوا عن