الناس في قصور ابتنوها بظاهر الحيرة. وتسموا بالعباد لأنه لا يضاف إلا إلى الخالق وما العبيد فيضاف إلى المخلوق والخالق. وينسب إليهم خلق كثير منهم عدي بن زيد الشاعر المشهور. وكان إسحاق والد حنين صيدلانياً بالحيرة. فلما نشأ حنين أحب العلم فدخل بغداد وحضر مجلس يوحنا بن ماسويه وجعل يخدمه ويقرأ عليه. ثم توجه إلى بلاد الروم وأقام بها سنتين حتى أحكم اللغة اليونانية وتوصل في تحصيل كتب الحكمة غاية إمكانه. وعاد إلى بغداد بعد سنتين ونهض من بغداد إلى أرض فارس. ودخل البصرة ولزم الخليل ابن أحمد حتى برع في اللسان العربي ثم رجع إلى بغداد. قال يوسف الطبيب: دخلت يوماً على جبريل بن بختيشوع فوجدت حنيناً وجبريل يخاطبه بالتبجيل ويسميه الربان. فأعظمت ما رأيت وتبين ذلك جبريل مني. فقال: تستكثر هذا مني في أمر هذا الفتى. فوالله لئن مد له في العمر ليفضحن سرجيس. وسرجيس هذا هو الرأس عيني اليعقوبي ناقل علوم اليونانيين في السرياني. ولم يزل أمر حنين يقوى وعلمه يتزايد وعجائبه تظهر في النقل والتفاسير حتى صار ينبوعاً للعلوم ومعدناً للفضائل. واتصل خبره بالخليفة المتوكل فأمر بإحضاره. ولما حضر أقطعه إقطاعاً سنياً وأحب امتحانه. فاستدعاه وأمر أن يخلع عليه. فشكر حنين هذا الفعل ثم قال له بعد أشياء جرت: أريد أن تصف لي دواء يقتل عدواً نريد قتله. وليس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015