بختيشوع الجنديسابوري إنه أفضل الأطباء فتقدم بإحضاره فأنفذه العامل بجند يسابور بعدما أكرمه. فخرج ووصى ولده بختيشوع بالبيمارستان. واستصحب معه تلميذه عيسى بن شهلاثا. ولما وصل إلى بغداد أمر المنصور بإحضاره. فلما وصل إلى الحضرة دعا له بالفارسية والعربية فعجب المنصور من حسن منطقه ومنظره. وأمره بالجلوس وسأله عن أشياء أجابه عنها بسكون. وخبره بمرضه فقال له جيورجيس: أنا أدبرك بمشيئة الله وعونه. فأمر له في الوقت بخلعة جليلة وتقدم إلى الربيع بإنزاله في أجمل موضع من دوره وإكرامه كما يكرم أخص الأهل. ولم يزل جيورجيس يتلطف له في تدبيره حتى برئ من مرضه وفرح به فرحاً شديداً. وكان المنصور أمر أن يحمل إليه من الجواري الروميات ثلاث فردهن جيورجيس. فلما اتصل الخبر إلى المنصور أحضره وقال له: لم رددت الجواري. قال: لا يجوز لنا معشر النصارى أن نتزوج بأكثر من امرأة واحدة ما دامت المرأة حية لا نأخذ غيرها. فحسن موقع هذا من الخليفة وزاد موضعه عنده وهذا ثمرة العفة. ثم مرض جيورجيس مرضاً صعباً ولما اشتد مرضه أمر المنصور بحمله إلى دار العامة. وخرج ماشياً إليه وتعرف خبره فخبره وقال له: إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في الانصراف إلى بلدي لأنظر أهلي وولدي وإن مت قبرت مع آبائي. فقال المنصور: إنني منذ رأيتك وجدت راحة من الأمراض التي