العرب. ولما جنه الليل رأى برقاً فقال:
أرقت لبرق بليل أهل ... يضيء سناه بأعلى الجبل
أتاني حديث فكذبته ... بأمر تزعزع منه القلل
بقتل بني أسد ربهم ... ألا كل شيء سواه جلل
ثم ارتحل حتى نزل بكراً وتغلب فسألهم النصر على بني أسد. وبعث العيون على بني أسد فنذروا بالعيون ولجأوا إلى بني كنانة. فنهض إليهم وبنو أسد جامون على الماء فقاتلهم حتى كثرت الجرحى والقتلى فيهم. وحجز الليل بينهم وهربت بني أسد. فلما أصبحت بكر وتغلب أبوا أن يتبعوه وقالوا له: قد أصبت ثأرك. فقال: والله ما فعلت ولا أصبت من بني كاهل ولا من غيرهم من بني أسد أحداً. قالوا: بلى ولكنك رجل مشؤوم. وكرهوا قتالهم بني كنانة وانصرفوا عنه فمضى هارباً لوجهه حتى لحق بحمير. ثم خرج فظفر ببني أسد (قالوا) وألح المنذر في طلب امرئ القيس وأمده أنوشروان بجيش من الأساورة فسرحهم في طلبه. وتفرق حمير ومن كان معه عنه فنجا في عصبة من بني آكل المرار حتى نزل بالحارث بن شهاب من بني حنظلة ومع امرئ القيس أدراع يتوارثونها ملكاً عن ملك. فقلما لبثوا عند الحارث بن شهاب حتى بعث إليه المنذر مائة من أصحابه يوعده بالحرب إن لم يسلم إليه بني آكل المرار. فأسلمهم ونجا امرؤ القيس ومعه يزيد بن معاوية بن الحارث وبنته هند بنت امرئ