هو أبو النصر بن روحان بن أسد التميمي من شعراء الطبقة الثانية وهو جاهلي قديم. وكان في صغره يتبع رعاة الإبل ويحلب اللبن ويأتي به إلى راهب حول المراعي فيتعلم منه تلاوة الإنجيل وكان يدين بدينه. ثم اشتهر أمره وسار بعد ذلك. وظهر منه من القيام والفروسية في الحرب التي وقعت بين بني ربيعة وبني إياد ولخم ما لم يكن لغيره. ومن شعره:
يا طالب الأمر لا يعطى أمانيه ... استعمل الصبر في ما كنت تبغيه
والبس لسرك ما تخفيه مجتهداً ... والبس عفافك في ما كنت تعنيه
فصاحب الصدق يجني صدقه حسناً ... وصاحب الشر سوء الشر يجنيه
ولما وقعت بين بني ربيعة وبني طي وقضاعة الحروب المشهورة وتعاظمت الفتنة بينهم واتسعت أعيا التدبير في الصلح حتى لحق شرهم من كان معتزلاً عنهم. فاجتمع إلى البراق كليب بن ربيعة وإخوته