مهنئاً بالعافية معفياً من الجواب إلا بخبر السلامة. (للقيرواني) .
أيها السيد الشريف عشت أطول الأعمار بزيادة من العمر موصولة بفرائضها من الشكر. لا ينقضي حق نعمة حتى يحدد لك أخرى ولا يمر بك يوم إلا كان مقصراً عما بعده. وفياً عما قبله. وإني وإن أهديت نفسي فهي ملك لك لا حظ فيها لغيرك. ورميت بطرفي إلى كرائم مالي فوجدتها منك. فإن كنت أهديت منها شيئاً لمهد مالك إليك. ونزعت إلى مودتي فوجدتها خالصة لك قديمة غير مستحدثة. فرأيتني إن جعلتها هديتي لم أجدد لها اليوم الجديد براً ولا لطفاً. ولم أميز منزلة من شكري بمنزلة من نعمتك إلا كان الشكر مقصراً عن الحق والنعمة زائداً على ما تبلغه الطاقة. فجعلت الاعتراف بالتقصير عن حقك هدية إليك والإقرار بالعجز عما يجب لك براً أتوصل به إليك.
النفس لك والرجاء موقوف عليك والأمل مصروف نحوك. فما عسى أن أهدي إليك في هذا اليوم وهو يوم سهلت فيه العادة سبيل الهدايا للسادة. فاقتصرنا على هدية تقتضي بعض الحق وتقوم عندك مقام أجمل البر. ولا زلت أيها الأمير دائم السرور والغبطة في أتم أحوال العافية وأعلى منازل الكرامة تمر بك الأعياد الصالحة.