فتخلقها وأنت جديد تستقبل أمثالها فتلقاك ببهائها (لابن عبد ربه) .

فصول في التعزية

كتاب الخوارزمي إلى الشيخ أبي بكر

بلغني ما قاساه سيدي أيده الله تعالى في هذه المصيبة من غم يشكي بل يبكي. وجزع يضني بل يفني. والموت خطب ثقل حتى خف وكثر حتى قل. وهان على الباقي لما رآه بالماضي. وعلى المعزى لما نظره في المعزى. ودخل الجميع تحت قول المتنبئ:

فيدفن بعضنا بعضاً ويمشي ... أواخرنا على هام الأوالي

وشيخي أعرف بالله. من أن يتأدب بغير أدب الله. ولا يسلم لقضاء الله. ولكن لمفاجأة المصيبة لذعة يستراح منها إلى مباثة الصديق. وإلى تسلية الأخ الشقيق. والسلام (رسائل الخوارزمي) .

غيره لبعضهم

أما بعد فإن أحق من تعزى وأول من تأنس وسلم الأمر الله وقيل تأديبه في الصبر على نكبات الدنيا وتجزع غصص البلوى من تنجز من الله وعده وأخلص له نفسه واعترف له بما هو أهله. وفي قلبه سلوة من فقد كل حبيب وإن لم تطب النفس عنه وأنس من كل فقيد وإن عظمت اللوعة. والموت سبيل الماضين والغابرين ومورد الخلائق أجمعين. وفي أنبياء الله وسالف أوليائه أفضل العبرة وأحسن الأسوة. فهل أحد منهم إلا وقد أخذ من فجائع الدنيا بأجزل الإعطاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015