تعيه أذناك. ونحن لغيبتك كعقد ذهبت واسطته وشباب قد أخذت جدته. وإذا غابت شمس السماء عنا فلا بد أن تدنو شمس الأرض منا. فإن رأيت أن تحضر لتنصل الواسطة بالعقد. ونحصل بك في جنة الخلد. فكن إلينا أسرع من السهم في ممره. والماء إلى مقره. لئلا يخبث من يومي ما طاب ويعود من نومي ما طار. والله أعلم (للنواجي) .
فصول لأحمد بن يوسف لولا حسن الظن بك أعزك الله لكان في إغضابك عني ما يقبضني عن الطلبة إليك. ولكن أمسك برمق من الرجاء علمي برأيك في رعاية الحق وبسط يدك إلى الذي لو قبضتها عنه لم يكن له إلا كرمك مذكراً وسؤددك شافعاً. (فصل) لا سبيل إلى شكايتك إلا إليك والاستعانة إلا بك. وما أحق من جعلك على أمر عوناً أن تكون له إلى النجا سبباً. وقال الشاعر:
عجبت لقلبك كيف انقلب ... ومن طول ودك أنى ذهب
وأعجب من ذا وذا أنني ... أراك بعين الرضا في الغضب
(فص) . إن مسألتي إليك حوائجي مع عتبك علي من اللوم. وإن إمساكي عنها في حال ضرورة إليها مع علمي بكرمك في السخط والرضا لعجز. غير أني أعلم أن أقرب الوسائل في طلب رضاك مسألتك ما سنح من الحاجة. إذ كنت لا تجعل عتبك سبباً لمنع معروفك.