كتاب إسحاق بن إبراهيم الموصلي إلى بعض الجلة يستدعيه يومنا يوم لين الحواشي وطيء النواحي وسماؤنا قد أقبلت ورعدت بالخير وبرقت. وأنت قطب السرور ونظام الأمور. فلا تفردنا فنقل. ولا تفرد عنا فنذل (للقيرواني) .
سر إلى مجلس يكاد يسير شوقاً إليك. ويطير بأجنحة من جواه حتى يحل بين يديك. فلله در كماله. إن طلعت بدراً بأعلاه وجماله إن ظهرت غرة بمحياه. فهو أفق قد حوى نجوماً تتشوق إلى طلوع بدرها. وقطر قد اشتمل على أنهار تتشوق إلى بحرها. لتستمد منه. فإن مننت بالحضور وإلا فيا خيبة السرور. قال ابن الزين:
والراح قد أقسمت الدنيا على ساق ... والكأس أصبح غضباناً على الساقي
والراح قد أقسمت أن لا تطيب لنا ... حتى ترى وجهك الزاهي بإشراق
وأعين الزهر نحو الباب ناظرة ... وقد صغت أذن السوسان للطاق
فاسمح بجودك فضلاً بالحضور لنا ... ما دام شمل مسرات الهنا باق
فلو دعيت إلى هذا سعيت له ... يا حبذاك على رأسي وأحداقي
مجلسنا يا سيدي مفتقر إليك معول في شوقه عليك. وقد أبت راحته أن تصفو إلا أن تتناول يمناك. وأقسم غناؤه لا يطيب حتى