من المؤونة ومرة أكتب كتاب الراجع منك إلى الثقة. والمعتمد منك على المقيل لا أعدمنا الله دوام عزك ولا سلب الدنيا بهجتها بك ولا أخلانا من الصنع لله. فإنا لا نعرف إلا نعمتك ولا نجد للحياة طعماً إلا في ظلك. ولئن كانت الرغبة إلى بشر من الناس خساسة وذلاً لقد جعل الله الرعية إليك كرامة وعزاً. لأنك لا تعرف حراً قعد به دهره إلا سبقت مسلته بالعطية وصنت وجهه عن الطلب والذلة. (فصل) : لك أصلحك الله عندي إياد تشفع لي إلى محبتك ومعروف يوجب عليك الود والإتمام. وأنا أسأل الله أن ينجزني ما لم تزل الفراسة تعدنيه فيك. (فصل) : قد أجل الله قدرك عن الاعتذار وأغناني في القول وأوجب عليك أن تقنع بما فعلت وترضى بما أنعمت وصلت أو قطعت. (العقد الفريد) .

كان الأمير عبد الرحمان قد جفا ابنه المنذر وأبعده لسوء خلقه فكتب إلى أبيه: إني قد توحشت في هذا الموضع توحشاً ما عليه من مزيد وعدمت فيه من كنت آنس إليه. وأصبحت مسلوب العز فقيد الأمر والنعي فإن كان ذلك عقاباً لذنب كبير ارتكبته وعلمه مولاي ولم أعلمه فإني صابر على تأديبه ضارع إليه عفوه وصفحه:

وإن أمير المؤمنين وفعله ... لكالدهر لا عار بما فعل الدهر

(فلما وقف الأمير على رقعته أرجعه إلى ما اعتاده) (للمقري) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015