أقدمك مصر أجعلها لك طعمة ولا لقومك. ولكني وجهتك لما رجوت من توفيرك الخراج وحسن سياستك فإذا أتاك كتابي فاحمل الخراج فإنما هو في المسلمين وعندي من تعلم قوم محصورون. والسلام.

(فكتب عمرو بن العاص) : أما بعد فقد أتاني كتاب أمير المؤمنين يستبطئني في الخراج. ويزعم أني أعند عن الحق وأنكب عن الطريق. وإني والله ما أرغب عن صالح ما تعلم ولكن أهل الأرض استنظروني إلى أن تدرك غلتهم فنظرت للمسلمين فكان الرفق بهم خيراً من أن يخرق بهم فتصير إلى ما لا غنى بهم عنه. والسلام (لجلال الدين السيوطي) .

كتاب عنبسة بن إسحاق إلى المأمون وهو عامله على الرقة

يصف خروج الأعراب بناحية سنجار وعبثهم بها يا أمير المؤمنين قد قطع سبل المجتازين من المسلمين والمعاهدين نفر من شذاذ الأعراب الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ولا يخافون في الله حداً ولا عقوبة. ولولا ثقتي بسيف أمير المؤمنين وحصده هذه الطائفة وبلوغه في أعداء الله ما يردع قاصيهم ودانيهم لأذنت بالاستنجاد عليهم ولأسعيت الخيل إليهم. وأمير المؤمنين معان في أموره بالتأيد والنصر. (فكتب إليه المأمون) :

أسمعت غير كهام السمع والبصر ... لا يقطع السيف إلا في يد الخدر

سيصبح القوم من سيفي وضاربه ... مثل الهشيم ذرته الريح بالمطر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015