وأخي السلام. أما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من أمر العبيد الذين تمردوا عليك. وكونهم غمطوا أنعم آبائك وأسلافك غمطاً وخروجهم عليك ودحضهم إياك عن ملكك فتداخلني من ذلك أمر حركني على التراف بك وعليك وإمدادك بما سألت. فأما ما ذكرت من أن الاستتار تحت جناح ملك عدو والاستظلال بكنفه آثر من الوقوع في أيدي العبيد المردة والموت على أيدي الملوك ورغبت إلينا في ذلك فقد صدقنا قولك وقبلنا كلامك وحققنا أملك وأتممنا بغيتك وقضينا حاجتك وحمدنا سعيك وشكرنا حسن ظنك بنا. ووجهنا إليك بما سألت من الجيوش والأموال وصيرتك لي ولداً وكنت لك أباً. فاقبض الأموال مباركاً لك فيها وقد الجيوش وسر على بركة الله وعونه. ولا يعترك الضجر والهلع. بل تشمر لعدوك ولا تقصر فيما يجب لك إذا تطأطأت من درجتك وانحططت عن مرتبتك. فإني أرجو أن يظفرك الله بعدوك ويرد كيده في نحره ويعيدك إلى مرتبتك برجاء الله تعالى. (لأبي الفرج الملطي) .

كتاب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص

إني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد فقد عجبت من كثرة كتبي إليك في إبطائك بالخراج وكتابك إلي ببنيات الطرق. وقد علمت أني لست أرضى منك إلا بالحق البين. ولم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015