فيها لنا تبر وفي حانها ... صحبة أبناء الكرام الجياد

كاللبن الخالص في حله ... ما خرجت عنه سوى بالسواد

قال آخر:

عرج على القهوة في حانها ... فاللطف قد حف بندماتها

فإنها لا غم تبقي إذا ... قابلك الساقي بفنجانها

لا يوجد الغم بحاناتها ... قد خضع الغم لسلطانها

بمائها نغسل أكدارنا ... ونحرق الهم بنيرانها

يقول من أبصر كانونها ... أف على الخمر وأدنانها

فاشرب ولا تسمع كلام الذي ... بجهله يفتي ببطلانها

(عمدة الصفوة في حل القهوة لعبد القادر الجزيري)

ذكر الأندلس وما خص به أهلها من العوائد والاختراعات

اعلم أن فضل الأندلس ظاهر. كما أن حسن بلادهم باهر. أشراف عرب المشرق افتتحوها. وسادات أشراف الشام والعراق نزلوها. فبقي النسل فيها بكل إقليم. على عرق كريم. فلا يكاد بلد منها يخلو من كاتب ماهر. وشاعر قاهر. وقد أعانتهم على الشعر أنسابهم العربية. وبقاعهم النضرة وهممهم الأبية. قال صاحب الفرحة: أهل الأندلس عرب في الأنساب والعزة والأنفة وعلو الهمم وفصاحة اللسان وطيب النفوس وإباء الضيم وقلة احتمال الذل والسماحة بما في أيديهم والنزاهة عن الخضوع وإتيان الدنية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015