الإضرار بالعقل والبدن. إلى غير ذلك من الدعاوى والتعصبات المؤدية إلى الجدال والفتن. وأما اشتقاق اسم القهوة (كما قال العلامة الفخر أبو بكر بن أبي يزيد في مؤلفه إثارة النخوة بحل القهوة) فمن الإقهاء وهو الاجتواء أي الكراهة. أو من الإقهاء بمعنى الإقعاد من أقهى الرجل عن الشيء أي قعد عنه وكراهة كل شيء والقعود عنه بحسبه. ومنه سميت الخمرة قهوة لأنها تقهي أي تكره الطعام أو تقعد عنه أو تقعد عن النوم. وكان ظهورها وانتشارها على يد جمال الدين بن سعيد المعروف بالذبحاني. وكان متولياً لوظيفة تصحيح الفتاوى بعدن. وسبب إظهاره لها أنه كان عرض له أمر اقتضى الخروج من عدن إلى بر العجم فأقام به مدة فوجد أهله يستعملون القهوة ولم يعلم لها خاصية. ثم عرض له لما رجع إلى عدن مرض فتذكرها فشربها فنفعته فيه. ووجد فيها من الخواص أنها تذهب النعاس والكسل وتورث البدن خفة ونشاطاً. فلما سلك طريق التصوف صار هو وغيره من الصوفية بعدن يستعينون بشربها على ما ذكرناه. ثم تتابع الناس بعدن على شربها للاستعانة بها على مطالعة العلم وغير ذلك من الحرف والصناعات ولم تزل في انتشار. قال بعضهم في وصفها:

يا قهوة تذهب هم الفتى ... أنت لحاوي العلم نعم المراد

شراب أهل الله فيها الشفا ... لطالب الحكمة بين العباد

نطبخها قشراً فتأتي لنا ... في نكهة المسك ولون المداد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015