وقال سيف الدين بن حبارة:

لله أي غريبة وعجيبة ... في صنعة الأهرام للألباب

أخفت عن الأسماع قصة أهلها ... وقصت على الأنباء كل نقاب

فكأنما هي كالخيام مقامة ... من غير ما عمد ولا أطناب

قال القضاعي: من عجائب مصر النيل. قالوا ليس على وجه الأرض نهر أطول من النيل. لأن مسيره شهر في بلاد الإسلام وشهران في بلاد النوبة وأربعة أشهر في الخراب إلى أن يخرج ببلاد القمر خلف خط الاستواء. وليس في الدنيا نهر يصب من الجنوب إلى الشمال ويمد في شدة الحر عند انتقاص المياه والأنهار كلها ويزيد بترتيب وينقص بترتيب إلا النيل. وجعله الله تعالى سقياً يزرع عليه ويستغنى عن المطر به في زمان القيظ إذا نضب المياه. قال ابن خروف:

ما أعجب النيل ما أبهى شمائله ... في ضفتيه من الأشجار أدواح

من جنة الخلد فياض على ترع ... تهب فيها هبوب الريح أرواح

ليست زيادته ماء كما زعموا ... وإنما هي أرزاق وأرباح

(أخبار مصر والقاهرة لجلال الدين السيوطي)

عنترة والأسد

قال الراوي: وفي يوم من الأيام توغل عنتر في البر بالجمال والغنم. وقصد بها الروابي والأكم. إلى أن حميت عليه الشمس. وبعد عن حب عبس. فقصد شجرة من الأشجار. يستظل بها من حر النهار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015