ذراعاً. وكل ذراع مفصلة على أربعة وعشرين قسماً أقساماً متساوية تعرف بالأصابع. فإذا استوى الماء تسع عشرة ذراعاً في الفيض فهي الغاية عندهم في طيب العام. وربما كان الماء فيها كثير العموم الفيض. والمتوسط ما استوى سبع عشرة ذراعاً وهو أحسن مما زاد عليه. والذي يستحق به السلطان خراجه ست عشرة ذراعاً فصاعداً. وعليها تعطى البشارة للذي يرقب الزيادة في كل يوم ويعلم بها مياومة.

ومن المباني التي يبلى الزمن ولا تبلى وتدرس معالمه وأخبارها لا تدرس الأهرام التي بأعمال مصر. وهي على نحو سبعة أميال في الصحراء التي يفضى منها إلى الإسكندرية. وهي قديمة العهد معجزة البناء غريبة المنظر مربعة الشكل كأنها القباب المضروبة. قد قامت في جو السماء لاسيما الاثنان منها. في سعة الواحد منهما من ركنه إلى ركنه ثلاثمائة خطوة وست وستون خطوة محددة الأطراف في رأي العين. وربما أمكن الصعود إليها على خطر ومشقة فتلقى أطرافها المحددة كأوسع ما يكون من الرحاب. قد أقيمت من الصخور العظام المنحوتة وركبت تركيباً بديع الإلصاق يكاد يعجز أهل الأرض نقض بنيانها. أما الهرمان العظيمان فمحاذيان للفسطاط. كل واحد منهما جسم من أعظم الحجارة مربع القاعدة. ارتفاع عموده أربع مائة ذراع يحيط بها أربعة سطوح مستويات الأضلاع وفي أعلاه سطح مربع رحب. وهما مع هذا العظم من إحكام الصنعة وإتقان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015