أنا في المشي حتى قطعت الجسر فدخلت شارعاً فوجدت باب دار وامرأة واقفة في الدهليز. فقلت لها: يا سيدة النساء احقني دمي فإني رجل خائف. فقالت لي: على الرحب والسعة. وأطلعتني إلى غرفة وفرشت لي فراشاً وقدمت لي طعاماً وقالت: هدئ روعك فما علم بك مخلوق. فبينما هي كذلك إذا بالباب يطرق طرقاً عنيفاً. فخرجت وفتحت الباب وإذا بصاحبي الذي دفعته على الجسر وهو مشدوخ الرأس ودمه يسيل على ثيابه وليس معه فرس. فقالت له: يا هذا ما دهاك. فقال: إني ظفرت بالغنى وانفلت مني. وأخبرها بما جرى له. فأخرجت له عصائب وعصبت رأسه وفرشت له فنام عليلاً. ثم إنها طلعت إلي وقالت: أظنك أنت صاحب القضية. فقلت لها: نعم. فقالت: لا بأس عليك ولا تخف. ثم جددت لي الكرامة فأقمت عندها ثلاثاً. ثم قالت لي: إني خائفة عليك من هذا الرجل (وعنت زوجها) لئلا يطلع عليك فينم بك. فالأولى بك أن تنجو بنفسك في خير. فسألتها المهلة إلى الليل. فقالت: لا بأس بذلك. فلما جن الليل لبست زي النساء وخرجت من عندها وأتيت إلى بيت جارية لي. فلما رأتني بكت وتوجعت وحمدت الله على سلامتي وخرجت وهي توهمني أنها تريد السوق للاهتمام بالضيافة وظننت بها خيراً. فما شعرت إلا بإبراهيم الموصلي قد أقبل بخيله ورجله والجارية معه. فأسلمتني إليه فرأيت الموت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015