قال إبراهيم: فاشتد علي الطرب ونمت ولم أستيقظ إلا بعد العشاء. فعاودني فكري في نفاسة هذا الحجام وحسن أدبه. فقمت ثم أخذت خريطة كانت صحبتي فيها دنانير لها قيمة. فرميت بها إليه وقلت له: استودعك الله وأسألك أن تتصرف في هذا ولك عندي المزيد إن أمنت من خوفي. فأبى أخذها وأعادها علي بعزة وقال: يا مولاي إن الصعاليك منا لا قدر لهم عندكم. أآخذ على ما وهبنيه الزمان. قربك وحلو لك في منزلي غنى. والله لئن راجعتني بها لأقتلن نفسي. فأعدت الخريطة إلى كمي وقد أثقلني حملها وانصرفت. ولما انتهيت إلى باب داره قال لي: يا سيدي إن هذا المكان أخفى لك من غيره وليس علي في مؤونتك ثقل فأقم عندي إلى أن يفرج الله عنك. فقلت له: بشرط أن تنفق مما في هذه الخريطة. فأوهمني الرضا بذلك الشرط. فأقمت عنده أياماً على تلك الحالة في ألذ عيش وهو لم يصرف من الخريطة شيئاً. فتذممت من الإقامة في بيته واحتشمت من التثقيل عليه. فتزييت بزي النساء بالخف والنقاب وودعته وخرجت. فلما صرت في الطريق داخلني من الخوف أمر شديد وجئت لأعبر الجسر. وإذا بموضع مرشوش فنظرني جندي ممن كان يخدمني فصاح وقال: هذا حاجة المأمون. ثم تعلق بي فمن حلاوة الروح دفعته هو وفرسه فوقعا في ذلك المزلق فصار عبرة. وتبادر الناس إليه فاجتهدت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015