وأثنى عليهما أحسن ثناء وتمثل بهذا البيت:

من يصنع الخير لم يعدم جوائزه ... لا يذهب العرف بين الله والناس

ثم عرض عليهما أمير المؤمنين أن يصرف لهما من بيت المال دية أبيهما. فقالا: يا أمير المؤمنين إنما عفونا عنه ابتغاء لوجه الله. ومن نيته كذا. لا يتبع إحسانه منا ولا أذى. قال الراوي: فاعتددتها من أنفس العجائب. وأثبتها في ديوان الغرائب (للاتليدي) .

جحدر والسبع

قيل إن جحدر بن ربيعة كان بطلاً شجاعاً فاتكاً شاعراً بليغاً. فغزا أهل اليمامة وأبادهم فبلغ ذلك الحجاج بن يوسف. فكتب إلى عامله يوبخه بتغلب جحدر ويأمره بالتوجه إليه حتى يقتله أو يحمله إليه أسيراً. فوجه العامل إليه فتية من بني حنظلة وجعل لهم الجعائل العظيمة إن هم قتلوا جدراً أو أتوا به أسيراً. فتوجه الفتية إلى طلبه فلما دنوا من مكانه أرسلوا إليه يقولون إنهم يريدون الانقطاع إليه والقيام بخدمته. فوثق بذلك منهم وسكن إلى قولهم. فبينما هو معهم يوماً إذ وثبوا إليه فشدوه وثاقاً وقدموا به إلى العامل. فوجهه معهم إلى الحجاج. فلما قدموا به عليه مثل بين يديه. قال له: أنت جحدر. قال: نعم أصلح الله الأمير. قال: ما جرأك على ما بلغني عنك. قال: أصلح الله الأمير. كلب الزمان. وجفوة السلطان. وجراءة الجنان. قال: وما بلغ من أمرك. قال: لو ابتلاني الأمير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015