علي. وقال: هذا لأخيك عندك. فاحفظه جهدك. فاتخذت لذلك مدفناً. ووضعته فيه ولا يعلم به أحداً إلا أنا. فإن حكمت الآن بقتلي ذهب الذهب. وكنت أنت السبب. وطالبك الصغير بحقه. يوم يقضي الله بين خلقه. وإن أنظرتني ثلاثة أيام. أقمت من يتولى أمر الغلام. وعدت وافياً بالذمام. ولي من يضمنني على هذا الكلام. فأطرق عمر ساعة ثم نظر. إلى من حضر. وقال: من يقوم على ضمانه. والعود إلى مكانه. قال: فنظر الغلام إلى وجوه أهل المجلس الناظرين. وأشار إلى أبي ذر دون الحاضرين. وقال: هذا يكفلني. وهو الذي يضمنني. فقال عمر: أتضمنه يا أبا ذر على هذا الكلام. قال: نعم أضمنه إلى ثلاثة أيام. فرضي الشابان بضمان أبي ذر. وأنظراه ذلك القدر. فلما انقضت مدة الإمهال. وكاد وقتها يزول أو زال. حضر الشابان إلى مجلس عمر. والصحابة حوله كالنجوم حول القمر. وأبو ذر قد حضر. والخصم ينتظر. فقال: أين الغريم يا أبا ذر. وكيف يرجع من قد فر. فلا نبرح من مكاننا. حتى تفي بضماننا. فقال أبو ذر: وحق الملك العلام. إن انقضى تمام الأيام. ولم يحضر الغلام. وفيت بالضمان. وسلمت نفسي وبالله المستعان. فقال عمر: والله إن تأخر الغلام لأمضين في أبي ذر ما اقتضته شريعة الإسلام. فهملت عبرات الناظرين. وارفضت نفحات الناظرين. وعظم الضجيج.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015