قصتي بين يديك. والأمر فيها إليك. اعلم أني عريم من العرب العرباء نبت في منازل البادية. وصبحت علي أسود السنين العادية. فأقبلت إلى ظاهر هذا البلد. بإلهل والمال والولد. فأفضت بي بعض طرائقها. إلى المسير بين حدائقها. بنياق إلي حبيبات علي عزيزات. بينهن فحل كريم الأصل. كثير النسل. مليح الشكل. حسن النتاج. يمشي بينهن كأنه ملك عليه تاج. فدنت النوق إلى حديقة قد ظهر من الحائط شجرها. فتناولتها بمشفرها. فطردتها عن تلك الحديقة فإذا شيخ قد ظهر. وتسور الحائط وزفر. وفي يده اليمنى حجر. يتمادى كالليث إذا خطر. فضرب الفحل بذلك الحجر فأصاب مقتله وأباده. فلما رأيت الفحل سقط لجنبه وانقلب. توقدت في جمرات الغضب. فتناولت ذلك الحجر بعينه فضربته به. فكان سبب حينه ولقي سوء منقلبه. والمرء مقتول بما قتل به. بعد أن صاح صيحة عظيمة. وصرخ صرخة أليمة. فأسرعت هارباً من مكاني. فلم أكن بأسرع من هذين الشابين فأمسكاني. وأحضراني كما تراني. قال عمر: قد اعترفت. بما اقترفت. وتعذر الخلاص. ووجب القصاص. ولات حين مناص. فقال الشاب: سمعاً وطوعاً لما حكم الإمام. ورضيت بما اقتضته شريعة الإسلام. ولكن لي أخ صغير. كان له أب خبير. خصه قبل وفاته بمال جزيل. وذهب جليل. وأحضره بين يدي. وسلم أمره إلي. وأشهد الله