قد أتقنت صناعة بنيانه ... فأتى المزخرف زانه وتأنقا
وترى رؤوس العلم فيه دائماً ... في كل فن من تداوله رقى
وثلاث هاتيك المآذن تنجلي ... مثل العرائس قد لبسن اليلمقا
من فوقها أهل الأذان ترسلوا ... بترنم يشجي الفؤاد الشيقا
والعشرة الأبواب لما أن زهت ... فتحت على المشتاق باباً مغلقا
يا حبذاك الصحن أشرق وانجلى ... فغدا به ماء النسيم مرقرقا
فيه الصحاب روائحاً وغودياً ... ما بينه وتجمعاً وتفرقا
من حوله الأسواق تشرق في الدجى ... مثل النهار بما بها قد علقا
فيها ترى ما تشتهي وتلذه ... وبيوت قهوات شذاها عبقا
هي شامنا أعلى الإله منارها ... وبها أدام الله عيشاً ريقا
لم ترض عيني غيرها من منظر ... ولذا ترى قلبي بها متعلقا