كيف اتجهت يخر نحوك ماؤه ... وإليك يركع كل غصن أورقا
يا حبذا إشراق مرجتها التي ... أضحى غني الهم فيها مملقا
وتلاعبت فرسانها وتراكضت ... ما بينها تعلو الجياد السبقا
ضحكت أزاهرها على أغصانها ... فأتى النسيم يميلهن وصفقا
قد دندنت أنهارها في جريها ... لما شدا ذاك الحمام وشقشقا
والصالحية يا لها من منزل ... فيها قبور الصالحين أولي التقى
وبها القصور العاليات تزخرفت ... مثل النجوم زهت بكل من ارتقى
تسمو على أطراف جلق بهجة ... وطلاوة فيها السرور تحققا
سقيت دمشق الشام صوب غمامة ... أشفى على غيطانها فتدفقا
كم نزهة للعين فيها قد زهت ... وسرت على طرف الهموم فأطرقا
ما الجامع الأموي إلا نزهة ... فيها تراه بالعبادة مشرقا