تأتيك ليلاً كما يأتي المريب فإن ... لاح الصباح طوتها دونها الجدر

قال أبو العلاء المعري في الشمعة أيضاً:

وصفراء لون التبر مثلي جليدة ... على نوب الأيام والعيشة الضنك

تريك ابتساماً دائماً وتجلداً ... وصبراً على ما نابها وهي في الهلك

ولو نطقت يوماً لقالت أظنكم ... تخالون أني من حذار الردى أبكي

فلا تحسبوا دمعي لوجد وجدته ... فقد تدمع الأحداق من كثرة الضحك

كتب الصابئ في وصف الببغاء إلى ابن نصر المعروف بالببغاء:

ألفتها صبيحة مليحة ... ناطقة باللغة الفصيحة

عدت من الأطيار واللسان ... يوهمني بأنها إنسان

تنهي إلى صاحبها الأخبارا ... وتكشف الأسرار والأستارا

بكماء إلا أنها سميعة ... تعيد ما تسمعه طبيعة

زارتك من بلادها البعيدة ... واستوطنت عندك كالقعيدة

ضيف قراه الجوز والأرز ... والضيف في إتيانه يعز

تراه في منقارها الخلوقي ... كلؤلؤ يلقط بالعقيق

تميس في حلتها الخضراء ... مثل الفتاة الغادة العذراء

خريدة خدورها الأقفاص ... ليس لها من حبسها خلاص

نحبسها وما لها من ذنب ... وإنما ذاك لفرط الحب

تلك التي قلبي بها مشغوف ... كنيت عنها واسمها معروف

يشرك فيها شاعر الزمان ... الكاتب المعروف بالبيان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015