أو ما ترى الغيم الرقيق وما بدا ... للعين من أشكاله وطروده
والسحب تعقد في السماء مآتماً ... والأرض في عرس الزمان وعيده
والغيم يحكي الماء في جريانه ... والماء يحكي الغيم في تجعيده
فابكر إلى روض الصراة وظلها ... فالعيش بين بسيطه ومديده
قال أبو الحسن بن نزار في مدينة وادي آش:
وادي الأشات يهيج وجدي كلما ... أذكرت ما أفضت بك النعماء
لله ظلك والهجير مسلط ... قد بردت لفحاته الأنداء
والشمس ترغب أن تفوز بلحظة ... منه فتطرف طرفها الأفياء
والنهر يبسم بالحباب كأنه ... سلخ نضته حية رقطاء
فلذاك تحذره الغصون فميلها ... أبداً على جنباته إيماء
قال مجير الدين بن تميم:
مذ قيل للأغصان إن الورد قد ... وافى إلى الأزهار وهو أمير
بسمت ثغور الأقحوان مسرة ... لقدومه وتلون المنثور
قال الصابئ في شمعة:
وليلة من محاق الشهر مدجنة ... لا النجم يهدي السرى فيها ولا القمر
كلفت نفسي بها الإدلاج ممتطياً ... عزماً هو الصارم الصمصامة الذكر
إلى حبيب له في النفس منزلة ... ما حلها قبله سمع ولا بصر
ولا دليل سوى هيفاء مخطفة ... تهدي الركاب وجنح الليل معتكر
غصن من الذهب الإبريز أثمر في ... أعلاه ياقوتة صفراء تستعر