ذلك عبد الواحد بن نصر ... تقيه نفسي حادثات الدهر
قال بعض الشعراء يصف بغداد بعد أن حاصرها طاهر بن الحسين وخرب بناءها:
بكيت دماً على بغداد لما ... فقدت نضارة العيش الأنيق
تبدلنا هموماً من سرور ... ومن سعة تبدلنا بضيق
أصابتنا من الحساد عين ... فأفنت أهلها بالمنجنيق
وقوم أحرقوا بالنار قسراً ... ونائحة تنوح على غريق
وصائحة تنادي وإصباحا ... وباكية لفقدان الشقيق
تفر من الحريق إلى التهاب ... ووالدها يفر إلى الحريق
حيارى هكذا ومفكرات ... عليهن القلائد في الحلوق
ينادين الشفيق ولا شفيق ... وقد فقد الشفيق من الشفيق
ومغترب قرب الدار ملقى ... بلا رأس بقارعة الطريق
توسط من قتالهم جميعاً ... فما يدرون من أي الفريق
فما ولد يقيم على أبيه ... وقد فر الصديق من الصديق
ومهما أنس من شيء تولى ... فإني ذاكر دار الرفيق
وصف صفي الدين الحلي حديقة قال:
وأطلق الطير فيها سجع منطقه ... ما بين مختلف فيها ومتفق
والظل يسرق بين الدوح خطوته ... وللمياه دبيب غير مسارق
وقد بدا الورد مفتراً مباسمه ... والنرجس الغض فيها شاخص الحدق