وبعيد الحدثان. أضللت كثيراً من الناس. بالمكر والخداع والوسواس. وكان من جنس بني آدم كذا وكذا ألف عالم خدامي ومعي. وجندي وتبعي. منهم رؤوس الزهاد. وعلماء العباد. وعلى محبتي مضوا. وبإتباع أوامري قضوا. فأنا فتنة العالم. وأعدى أعداء بني آدم. الشيطان الرجيم. وإبليس الذميم. اسم ذاتي ووصف صفاتي. أنا رأس العفاريت المتمردين. ومحل غضب رب العالمين. خلقت من مارج من نار. وطبعت على إلقاء البوار والدمار. رجوم النجوم إنما أعدت لأجلي. وعتاة الغواة لا تصل رؤوسها إلى مواطئ رجلي. الشياطين تستمد من زواخر مكري. والزنديق يقتبس من ضمائر فكري. لم تمر قضية من الزمان الغابر إلا ولي شركة فيها. ولا حدثت محنة لنبي ولا ولي إلا وأنا متعاطيها. جدي إبليس. نهض لجدي التعيس. وإلى نحو آدم هوى. فعصى ربه فغوى. وأنا قضيت بالتسويل. حتى قتل قاين هابيل. أنا سولت لأولاد يعقوب وحاولت في قضية أيوب. وأنا كنت العون. لهامان وفرعون. وجرأت على قتل الأنبياء والأولياء وتوصلت بتزيين الوسواس. لقاتلي الذين يأمرون بالقسط من الناس. ودعوت إلى عبادة العجل قوم موسى. وساعدت في التفريق والإضلال بين أمة عيسى. وكم أغويت من بلدان. بما زخرت من أوثان. وقد بلغني عن جمع من مسترقي السمع وطن على أذني ووعاه خاطري. ووقر في ذهني.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015