ومن المعجب في هذا الباب قول مجير الدين بن تميم:
لو كنت تشهدني وقد حمي الوغى ... في موقف ما الموت فيه بمعزل
لترى أنابيب القناة على يدي ... تجري دماً من تحت ظل القسطل
قال بدر الدين بن فضل الله يتهدد تيمورلنك على لسان الظاهر برقوق:
السيف والرمح والنشاب قد علمت ... منا الحروب فسل منها تلبيكا
إذا التقينا تجد هذا مشاهدة ... في الحرب فاثبت فأمر الله آتيكا
بخدمة الحرمين الله شرفنا ... فضلاً وملكنا الأمصار تمليكا
وبالجميل وحلو النصر عودنا ... خذ التواريخ واقرأها فتنبيكا
ومن يكن ربه الفتاح ناصره ... فمن يخاف وهذا القول يكفيكا
سواي يهاب الموت أو يرهب الردى ... وغيري يهوى أن يعيش مخلدا
ولكنني لا أرهب الدهر إن سطا ... ولا أحذر الموت الزؤام إذا عدا
ولو مد نحوي حادث الدهر كفه ... لحدثت نفسي أن أمد له يدا
توقد عزمي يترك الماء جمرة ... وحيلة حلمي تترك السيف مبردا
وفرط احتقاري للأنام لأنني ... أرى كل عار من حل سؤددي سدى
ويأبى إبائي أن يراني قاعداً ... وإني أرى كل البرية مقعدا
وأظمأ إن أبدى لي الماء منه ... ولو كان لي نهر المجرة موردا
ولو كان إدراك الهدى بتذلل ... رأيت الهدى أن لا أمل إلى الهدى
وقدماً بغيري أصبح الدهر أشيباً ... وبي وبفضلي أصبح الدهر أمردا