أحد وزراء دولته وسيوف صولته. فكتب إليه بديهاً في وريقة كرنب بعود من شجرة:
أقبل أبا طالب إلينا ... واسقط سقوط الندى علينا
فنحن عقد بغير وسطى ... ما لم تكن حاضراً لدينا
أخبر أمية بن عبد العزيز قال: كنت مع الحسن بن باديس بالمهدية في الميدان وقد رمى بالنشاب فصنعت فيه بديهاً:
يا مليكاً قد خلقت كفه ... لم تدر إلا الجود والباسا
إن النجوم الزهر مع بعدها ... قد حسدت في قربك الناسا
كما تمنى البدر لو أنه ... أضحى لنشابك برجاسا
سخط الفضل بن الربيع على ابن سيابة فاسترضاه فامتنع. فكتب إليه ابن سيابة بهذه الأبيات:
إن كان جرمي قد أحاط بحرمتي ... فأحط بجرمي عفوك المأمولا
فكم ارتجيتك في التي لا يرتجى ... في مثلها أحد فنلت السؤلا
وضللت عنك فلم أجد لي مذهباً ... ووجدت حلمك لي عليك دليلا
هبني أسأت وما أسأت أقر كي ... يزداد عفوك بعد طولك طولا
فالعفو أجمل والتفضل بامرئ ... لم يعدم الراجون منه جملا
فلما قرأها الفضل دمعت عيناه ورضي عنه (بدائع البدائه للأزدي) .
وشي بابن سيد عند أبي جعفر فجافاه فكتب إليه:
ولا غرو أن تعفو وأنت ابن من غدا ... يعود عفواً من كبار الجرائم