على السهل الحدرد روعة الخلافة وبهر الدرجة ونفور القوافي على البديهة. فأوردني تتألف لي نوافرها ويسكن روعي. قال: قد فعلت وجعلت اعتذارك بدلاً من امتحانك. قال: يا أمير المؤمنين نفست الخناق. وسهلت ميدان السباق. فأنشأ يقول:

بنيت لعبد الله ثم محمداً ... ذرى قبة الإسلام فاخضر عودها

هما طنباها بارك الله فيهما ... وأنت أمير المؤمنين عمودها

فقال الرشيد: بارك الله فيك فسل ولا تكن مسألتك دون إحسانك. قال: الهنيدة. فأمر له بمائة ناقة وسبع خلع (لابن عبد ربه) .

قال البستي يعتذر:

أسأت إلى نفسي وطأمنت من قدري ... فحكم غنى أخلاقك الغر في فقري

فما العقل إلا خاتم أنت فصه ... وعفوك نقش الفص فاختم به عذري

وقال أيضاً في رسالة أتته من بعض أصحابه:

ما إن سمعت بنوار له ثمر ... في الوقت يمتع سمع المرء والبصرا

حتى أتاني كتاب منك مبتسماً ... عن كل لفظ ومعنى أشبه الدررا

فكان لفظك في آلائه زهراً ... وكان معناك في أثنائه ثمرا

تسابقا فأصابا القصد في طلق ... الله من ثمر قد سابق الزهرا

وقال وهو من أجمل ما قيل في باب الشكر:

أقول وخير القول ما لا يشوبه ... رثاء وخير الناس من هو صادق

تركب من شكري وبرك صورة ... فبرك بي حي وشكري ناطق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015