الباب التاسع في اللطائف

وزير المأمون والشاعر

كان أبو عباد الرازي وزير المأمون شديد الحدة سريع الغضب. ربما اغتاظ من بعض من يكون بين يديه فرماه بدواته أو شتمه فأفحش. فدخل إليه الغالبي الشاعر وأنشده:

لما أنخنا بالوزير ركابنا ... مستعصمين بجوده أعطانا

ثبتت رحا ملك الإمام بثابت ... وأفاض فينا العدل والإحسانا

يقري الوفود طلاقة وسماحة ... والناكثين مهنداً وسنانا

من لم يزل للناس غيثاً ممرعاً ... متخرقاً في جوده معوانا

فلما وصل إلى قوله في جوده وقف وأرتج عليه. وصار يكرر في جوده مراراً. حتى ضجر أبو عباد وغلبت عليه السوداء فقال: يا شيخ فقل: قرنانا أو صفعانا وخلصنا. فضحك جميع من كان بالمجلس وذهب غيظه هو أيضاً فضحك مع الناس. وأتم الغالبي قافيته بقوله معوانا. ثم وصله الوزير (لابن الطقطقي) .

قال بعض الشعراء في ظلم الدنيا:

عتبت على الدنيا بتقديم جاهل ... وتأخير ذي لب فأبدت لي العذرا

بنو الجهل أبنائي وأما ألوا النهي ... فإنهم أبناء ضرتي الأخرى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015