فإن كان زهراً فهو صنع سحابة ... وإن كان دراً فهو من لجة البحر

بأيديهم أقلام. تختلس بلطفها الأحلام. صافية الجواهر. زاهية الأزاهر. لينة الأعطاف. ناعمة الأطراف. تبكي وهي مبتسمة. وتسكت وهي بما يطرب السمع متكلمة. قد اعتدلت قدودها. واشرقت في سماء البراعة سعودها. أسنتها مرهفة. ومطارفها مفوفة. تجتهد في خدمة الباري. وتبدي من دررها ما يفضح الدراري. تميس في وشي أبرادها. وتشرح الصدور بعذوبة إيرادها. نشأت على شطوط الأنهار. وتعلمت اللحن من إعراب الأطيار. طويلة الأنابيب. تسلب القلوب بحسن الأساليب. تدهش الناظر وتخجل العامل. ولا ترضى بامتطاء غير الأنامل. الشجاعة كامنة في مهجتها. والفصاحة جارية على لهجتها. تبهر بالنضارة نواظر البهار. وتطرز بالليل أردية النهار. إن قالت لم تترك مقالاً لقائل. وإن صالت رجعت السيوف مستترة بأذيال الحمائل. سجدت للطرس فرفعت إلى أعلى الرتب. وحلت وسبقت فسميت بالقصب (لكمال الدين الحلبي) .

اعتمد ابن وهب بقلم صلب فصر القلم في يده فأنشد:

إذا ما التقينا وانتضينا صوارماً ... يكاد يصم السامعين صريرها

تساقط في القرطاس منها بدائع ... كمثل اللآلي نظمها ونثيرها

تقود أبيات البيان بفطنة ... ويكشف عن وجه البلاغة نورها

تظل المنايا والعطايا شوارعاً ... تدور بما شئنا وتمضي أمورها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015