الباب السابع في الذكاء والأدب

مدح مختلف العلوم

قد مدح أبو عثمان الجاحظ أنواع العلوم وذمها بأعيانها معرباً عن قدرته على الكلام وبعد شأوه في البلاغة. وحين سئل عن الأثر فقال: هو أخبار الماضين. وأنباء الغابرين. وقصص المرسلين. وآداب الدنيا والدين. ومعرفة الفرض والنافلة والشريعة والسنة. والمصلحة والمفسدة والنار والجنة. إلى صاحبه تشد الرحال. وحوله يعتكف الرجال. ويسير به ذكره في البلدان. ويبقى اسمه على ممر الزمان. قيل: فالفقه. قال: فيه علم الحلال والحرام. وبه تعرف الشرائع وتقام الحدود والأحكام. وهو عصمة في الدنيا وزينة في الآخرة. يخطب لصاحبه فضل الأعمال ويخلع عليه ثوب الجمال. ويلبسه الغنى ويبلغه مرتبة القضاء. قيل: فالكلام. قال: عيار كل صناعة. وزمام كل عبارة. وقسطاس يعرف به الفضل والرجحان. وميزان يعلم به الزيادة والنقصان. وكير تميز به الخاص والعام. والخالص والمشوب. ويعرف به الإبريز والستوق. وينظر به الصفو والكدر. وسلم يرتقي به إلى معرفة الصغير والكبير. ويوصل به إلى الحقير والخطير. وأدلة للتفصيل والتحصيل. وإدراك الدقيق والجليل. وآلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015