إشارة الفرس

فقال الفرس: أيها الفقير الصابر. الطالب سبل المآثر. تعلم مني حسن الأدب. وصدق الطلب. لبلوغ الأرب. ها أنا أحمل مباهلي. على كاهلي. فأجتهد في السير. وأنطلق به كالطير. أهجم هجوم الليل. وأقتحم اقتحام السيل. فإذا كان طالباً أدرك بي طلبه. وبلغ بي أربه. وإن كان مطلوباً قطعت عن طالبه سببه. وجعلت أسباب الردى عنه محجبة. فلا يدرك مني إلا الغبار. ولا يسمع عني إلا الأخبار. فإن كان الجمل هو الصابر المجرب. فأنا الشاكر المقرب. وإن كان هو المقتصد اللاحق. فأنا المجتهد السابق. فإذا كان يوم اللقا. وأوان الملتقى. أقدمت إقدام الواله. وسبقت ضرب نباله. وذاك متخلف لثقل أحماله. معاق لتفتيش ما في رحاله. ورأيت ثم حقوقاً لا يستوفيها إلا كل موف. وطريقاً ر يقطعها إلا كل مخف. فلذلك شمرت عن ساق. وتضمرت ليوم السباق. وقلت لمن أسكره الطيش فما أفاق. وغره العيش الذي قد راق: ما عندكم ينفد وما عند الله باق. فيا من هو عن المراد مردود. وفي الطراد مطرود. هلا نظرت إلى الوجود. وفهمت المقصود. وأقمت على نفسك الحدود. وأوثقت جوارحك بالقيود. وذكرت الأجل المحدود. والنفس المعدود. وخشيت اليوم الموعود. ها أنا لما أوثق سائسي قيدي. أمن قائدي كيدي. فكم أكل سائقي من صيدي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015