فخلالي على خساسة قدري ... في المعالي يفقن كل خلال
فقال الجمل: أيها الراغب في السلوك. إلى منازل الملوك. إن كنت تعلمت من الكلب زهداً وفقراً. فتعلم مني جلداً وصبراً. فإن من توسد الفقر. وجب عليه معانقة الصبر. فإن الفقير الصابر. معدود من الأكابر. ها أنا أحمل الأحمال الثقال. وأقطع المراحل الطوال. وأكابد الأهوال. وأصبر على مر النكال. ولا يعتريني في ذلك ملال. ولا أصول صولة الأرذال. بل أنقاد للطفل الصغير. ولو شئت لاستصعبت على الأمير الكبير. فأنا الذلول. الذي للأثقال حمول. وفي الأحمال ذمول. ولست بالخائن ولا بالملول. ولا بالصائل عن المصول. ولا بالمائل عن القفول. أقطع في الوحول. ما تعجز عنه الصناديد الفول. وأصابر في ظمأ الهواجر وفي الحاجر لا أحول. فإذا قضيت حق صاحبي. وبلغت مأربي. ألقيت حبلي على غاربي. وذهبت في البوادي. أكتسب من المباح زادي. وإن سمعت صوت الحادي. سلمت إليه قيادي. وأوصلت فيه سهادي. ومددت عنقي لبلوغ مرادي. فإن ضللت فالدليل هادي. وإن زللت أخذ بيدي من إليه انقيادي. فأنا المسخر لكم بإشارة وتحمل أثقالكم. فلا أزال بين رحلة ومقام. حتى أصل إلى ذلك المقام.