اللاحي. بما فيه صلاحك وصلاحي لاتشحت بوشاحي. ووافقتني في سواد جناحي. وأجبتني بالنواح. من سائر النواحي. لكن ألهاك لهوك. وحجبك عجبك وزهوك. وها أنا أعرف النازل. بخراب المنازل. وأحذر الآكل غصة المآكل. وأبشر الراحل. بقرب المراحل. وصديقك من صدقك. لا من صدقك. ومن عذلك لا من عذرك. ومن بصرك لا من نصرك. ومن وعظك. فقد أيقظك ومن أنذرك فقد حذرك. ولقد أنذرتك بسوادي. وحذرتك بتردادي. وأسمعتك ندائي في النادي. ولكن لا حياة لمن تنادي:
أنوح على ذهاب العمر مني ... وحقي أن أنوح وأن أنادي
وأندب كلما عاينت ركباً ... حدا بهم لوشك المبين حادي
يعنفني الجهول إذا رآني ... وقد ألبست أثواب الحداد
فقلت له اتعظ بلسان حالي ... فإني قد نصحتك باجتهادي
وها أنا كالخطيب وليس بدعاً ... على الخطباء أثواب السواد
ألم ترني إذا عاينت ربعاً ... أنادي بالنوى في كل وادي
أنوع على الطلول فلم يجبني ... بساحتها سوى خرس الجماد
وأكثر في نواحيها نواحي ... من البين المفتت للفؤاد
تيقظ يا ثقيل السمع وافهم ... إشارة ما تشير به الغوادي
فما من شاهد في الكون إلا ... عليه من شهود الغيب بادي
فكم من رائح فيها وغاد ... ينادي من دنو أو بعاد