مجتمعاً أنذرته بشتاته. وإن شاهدت قصراً عالياً بشرت بدروس عرصاته. فأنت لدى الخليط المعاشر أشأم من قاشر. وعند اللبيب الحاذر ألأم من جاذر. فناداني بلسان زجره الفصيح. وأشار بعنوان حاله الصريح ويحك أنت لا تفرق بين الحسن والقبيح. وقد تساوى لديك العدو والنصيح. لا بالكناية تفهم ولا بالتصريح. كأن المواعظ في أذنيك ريح وكلام المواعظ في سمع هواك كالنبيح. أما تذكر رحيلك من هذا الفيح الفسيح. إلى ظلمة القبر وضيق الضريح. أما بلغك ما جرى على أبيك آدم وهو ينادي على نفسه ويصيح. أما تعتبر بنوح نوح. وهو يبكي وينوح. على دار ليس بها أحد مستريح. أما تقتدي بصبر الذبيح. أما يكفيك ما تم على داود حتى بكى بقلبه القريح. أما تهتدي بزهد المسيح. أي جمع لم يتفرق. أي شمل لم يتمزق. أي صفو لم يتكدر. أي حلو لم يتمرر. أي أمل لم يقطعه الأجل. أي تدبير لم يبطله التقدير. أي بشير لم يعقبه نذير. أي يسير ما عاد عسير. أي حال ما حال. أي مقيم ما زال. أي مال عن صاحبه ما مال. أين ذوو العمر الطويل. أين ذوو المال الجزيل. أين ذوو الوجه الجميل. أما قرضهم الموت جيلاً بعد جيل. أما سوى في الثرى بين العبد الذليل والمولى الجليل. أما هتف بالمتمتع في دنياه قل: متاع الدنيا قليل. فكيف تلومني على نواحي. وتستشئم بصياحي. في مسائي وصباحي. ولو علمت أيها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015