ودمع مهراق. قائم في الخدمة على ساق. أحمل ضرري وضيري. وأحرق نفسي لأشرق على غيري. فأنا معذب بشري. وغيري متمتع بخيري. فكيف ألام على اصفراري. ودموعي الجواري. ثم تقصدني الأوباش. من الفراش. يريدون إطفائي. وإذهاب أضوائي. فأحرقه مكافأة لفعله. ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله. فلو ملئت الأرض فراشاً لكنت منهم بأمان. ولو ملئت أوباشاً لما أطفئوا نور الإيمان. يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الرحمان. وهذا رمز لمن تمعناه بيان:
قد أتى يا نور عيني ... منك نور أي نور
فهداي وضلالي ... بك يا كل سروري
لم يطق كل عذول ... فيك يرميني بزوري
وكذا كل هواء ... لم يطق إطفاء نوري
(قال) : فبينما أنا في نشوة هذا العتاب. ولذة هذا الشراب. إذ سمعت صوت غراب. ينعق بتفريق الأتراب. وينوح نوح المصاب. ويبوح ما يجده من أليم العذاب. وقد لبس من الحداد جلباب. ورضي من بين العباد بتسويد الثياب. فقلت: أيها النادب لقد كدرت ما كان صافياً. ومررت ما كان حلواً شافياً. فما لك لم تزل في البكور ساعياً. وعلى الربوع ناعياً. وإلى البين داعياً. إن رأيت شملاً